ألا بذكر الله تطمئن القلوب

ااهلا ومرحبا بكم فى منتداكم الاسلامى متمنيين من الله عز وجل أن ينفعنا بما فيه ابتغاء لوجه الله ومرضاته سبحانه وتعالى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

ااهلا ومرحبا بكم فى منتداكم الاسلامى متمنيين من الله عز وجل أن ينفعنا بما فيه ابتغاء لوجه الله ومرضاته سبحانه وتعالى

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ألا بذكر الله تطمئن القلوب

منتدى دينى اسلامى عربى


    كيف تحقق صفات التقوى

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 83
    تاريخ التسجيل : 23/04/2011
    العمر : 68

    كيف تحقق صفات التقوى Empty كيف تحقق صفات التقوى

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء يونيو 28, 2011 9:02 pm



    ، كيف تتحقق صفات التقوى، وكيف يكون الصيام هو السبيل لتحقيق ذلك، وكيف يكون رمضان بالأخص هو الذي يغير تلك الأحوال؟



    فإذا كان للمرء قيام يصليه قبل رمضان، فإذا جاء رمضان ازداد هذا القيام ؛ لأنه بإتيان رمضان تغير الحال وازدادت المجاهدة، وازدادت العبادة وازداد التقرب إلى الله تعالى، ولم يقف عند الحد الذي كان فيه، ولكن قد تغير حاله ليكون سببا لتغير أحواله عند الله تعالى.



    أما أن يكون في رمضان على الحال التي ينبغي أن يكون فيها قبل رمضان, فمن كان يصلي مثلاً بجزء قرآن ,هذا أقل ما ينبغي أن يكون عليه المرء قبل رمضان، فإذا جئت لرمضان لتصلي به فماذا فعلت؟ هذا حالك الذي ينبغي أن تكون عليه قبل رمضان، أما في رمضان فلا يشفع لك القرآن حتى يمنعك النوم، حتى تقوم سهرًا لله تعالى، حتى تَصُفّ قدميك كما كان الصحابة يصفون أقدامهم حتى يتكئون على العصي من طول القيام، يقرءون بالمئين من الآيات، لماذا كل ذلك وهم الأقربون، وهم المقربون، وهم السابقون الأولون؟ لأنهم جمعوا إحساناً وخوفاً، وجمعنا عصياناً وأمناً.



    وكذاك في الصيام, فيكون الصيام سببٌ لتنزيهالنفس وصفائها لأنه يضيق مجاري الشيطان؛ فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ يعني يوسوس له ويحمله على الغفلة، وعلى البعد وعلى التكاسل عن الطاعة وعلى البخل بماله ونفسه، ويزين له الوقوع في المعصية والوقوع في المكروه ويأخذه كذلك على التفريط في أعمال الطاعة ودرجات المؤمنين لا يفتر عنه ولا يمل من إغوائه ملازم له، والصيام يسد عليه تلك المنافذ التي يدخل منها الشيطان، ويجري فيها من ابن آدم فإذا خرج المرء إلى فطره فعادت مجاري الشيطان مرة أخرى إلى قلبه فماذا فعل؟ ثم إذا خرج من رمضان كله وقد اتسعت مجاري الشيطان مرة أخرى فماذا فعل؟



    لذلك كان من أول ما يهتم له المرء أنه في رمضان يضيق تلك المجاري حتى إذا خرج من رمضان ضاقت مجاري الشيطان في جسمه وفي قلبه وفي بدنه وكان أقل اتباعًا للشيطان وكان أقل اتباعًا لوسوسته وخطره؛ وقل ذلك في نفسه, فزادت معاني الطاعة والإيمان والإقبال على الله وخفت في قلبه المعاني السيئة التي يعانيها, فيكون هذا تحقيقًا لمعنى من معاني التقوى.



    لذلك كان رمضان سببًا مباشرًا في أن تضيق مجاري الشيطان في يومك التي أنت فيه لينتهي هذا اليوم بتقليل طعامك وشرابك في إفطارك وسحورك وجدنا النبي صلى الله عليه و سلملا يعبأ بذلك ويخرج عن هذه المعاني من معاني عبودية المال والأكل والشرب , فكان يواصل صلى الله عليه وسلماليوم واليومين لا يأكل ولا يشرب، وكان أصحابه يريدون ذلك رضوان الله عليهم فنهاهم؛ لأنهم ليسوا مثله فمن شاء أن يواصل واصل إلى السحر لم يحرمهم كذلك من هذه الحالة ألا يأكلوا وألا يشربوا لعلمهم أن ترك الطعام والشراب يضيق مجاري الشيطان وأن ترك الطعام والشراب سبب عظيم من أسباب التفرغ للطاعة والذكر؛ وسبب لخلو هذه المعدة، لأن المعدة إذا امتلأت نامت الفكرة وقعدت الأعضاء عن العبادة، انظر إليك وقد امتلأت معدتك أول شيء تفكر فيه أن تقوم إلى النوم والكسل وأن تترك الطاعة والعبادة وأن تقوم لامرأتك. أليس كذلك؟



    كل ذلك بسبب امتلاء هذه المعدة، يأتي الصيام في رمضان في كل يوم تحاول ذلك؛ فإذا خرجت من رمضان إذا بك قد فرَّغت هذا الوقت للذكر والعبادات والطاعة وخرجت من مألوفات الأكل والشرب الذي تعده ليوم يبعثون

    وكذلك ترك الطعام والشراب يخلي القلب للذكر والفكر، وهي المسألة التي يفتقدها المؤمنون اليوم في رمضان وبعد رمضان وهي أعظم مسائل الدين من الإقبال على الله تعالى ومحبته أن يكون المرء دائم الفكر دائم الذكر, وهو أيضًا من معاني التقوى.

    دائم الفكر:يعني متفكر في أحواله متفكر في معاده وما هو مقبل عليه من رحيله إلى الله، متفكر في أخلاقه وآفاته يريد أن يتخلص منها متفكر في عباداته التي قصر فيها والتي امتلأت بالوساوس والخطرات وامتلأت بالبعد عن الإقبال على الله وحسن مناجاته وحسن الوقوف بين يديه، متفكر فيما يصلح نفسه ومعاده وفيما يكون سببًا لمعرفته بربه ومحبته متفكر في أسمائه وصفاته متفكر كذلك في قيامه لربه يوم يقوم الناس لرب العالمين؛ فإذا ما تفكر في أسمائه وصفاته وتفكر في معاشه ومعاده وتفكر في رحيله وموته وقبره، وتفكر في بعثه ونشوره ووقوفه بين يدي الله تعالى وتفكر في آفات نفسه وقلة عمله وقلة زاده كان ذلك التفكر سببًا لزيادة الإيمان سببًا للبعد عن العصيان سببًا للتخفيف والمجاهدة لهذه الآفات التي هو فيها سببًا لتذكر الموت والقبر والحساب سببًا لتذكر الأهوال والوقوف بين يدي الله تعالى كل ذلك يكون دافعًا له إلى المسارعة إلى الله تعالى يكون دافعًا له إلى البعد عن المعصية والخوف من الله يكون سببًا له إلى إحسان الطاعة والبذل فيها يكون سببًا لدوام فكره فيما يعود عليه بخير معاشه ومعاده.

    من فوائد أن يترك المرء طعامه وشرابه أن يحقق ذلك، تراه يحقق ذلك يومه، ثم بعد الإفطار يعود مرة أخرى إلى ترك الفكر والذكر؟ يعود إلى ترك تلك الدرجات العالية التي هي الأصل في معرفة الله تعالى ومحبته؟ فإنه ما إن يتفكر في أسمائه وصفاته حتى يوحِّد ربه، حتى يحب ربه حتى يخافه حتى يرجوه حتى يدعوه حتى يتقرب إليه حتى يكون حظه من الله تعالى الأهم له في الأولى والآخرة.



    أنت محتاج إذن لهذا المعنى اليوم وبعد رمضان وإلا فماذا قد فعلت؟ إذا فات يومك فعادت حالك كما كانت وانتهى رمضان فلم تحصل ذلك.

    alt

    المصدر : من كتاب حال المؤمنين في رمضان

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 1:14 pm