ألا بذكر الله تطمئن القلوب

ااهلا ومرحبا بكم فى منتداكم الاسلامى متمنيين من الله عز وجل أن ينفعنا بما فيه ابتغاء لوجه الله ومرضاته سبحانه وتعالى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

ااهلا ومرحبا بكم فى منتداكم الاسلامى متمنيين من الله عز وجل أن ينفعنا بما فيه ابتغاء لوجه الله ومرضاته سبحانه وتعالى

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ألا بذكر الله تطمئن القلوب

منتدى دينى اسلامى عربى


    الطب النبوى

    avatar
    احمد السيد


    عدد المساهمات : 20
    تاريخ التسجيل : 25/04/2011
    العمر : 63
    الموقع : http://quran-m.com

    الطب النبوى Empty الطب النبوى

    مُساهمة من طرف احمد السيد الأربعاء يوليو 20, 2011 11:14 pm



    صحيح الطب النبوي
    في ضوء الكتاب والسنة
    وأقوال السلف

    تأليف
    أبي أنس
    ماجد إسلام البنكاني










    ** المقدمــة **
    إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله، فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل ، فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون.
    "آل عمران" الآية (102).
    يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً. "النساء" الآية (1).
    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطِع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً. الأحزاب الآية (70-71)، [وهذه الخطبة تسمى عند العلماء "خطبة الحاجة"، وهي تشرع بين يدي كل خطبة، سواء كانت خطبة جمعة أو عيد أو نكاح أو درس أو محاضرة].
    أما بعد :
    فإن خير الكلام كلام الله تعالى ، وخير الهدى هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
    إن من السنن الكونية التي خلقها الله سبحانه وتعالى الأمراض ، وهي من الابتلاء الذي قدره الله على عباده ، ويكون فيه النفع للمؤمنين منهم ، فعن صهيب الرومي  قال: قال رسول الله  :"عجباً لأمر المؤمن إن أمر كله خير وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .
    رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).
    ومن المعلوم أن الإبتلاءات من الأمراض وغيرها ، إما أن تكون رفع درجات ، أو تكفير سيئات ، أو عقوبة والعياذ بالله .
    ومن فضل الله تعالى على المؤمنين أن جعل الأمراض التي قدرها عليهم كفارات للذنوب والخطايا ، فعن ابن مسعود  ، أن رسول الله  قال: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5660) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم (6511).
    وكما أن الله سبحانه وتعالى أنزل الداء أنزل معه الدواء ، ويكون رحمةً منه وفضلاً على عباده ، مؤمنهم وكافرهم . فعن ابن مسعود  ، أن رسول الله  قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه".
    "الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).
    ومن الأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، فعلى العبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الخير والشر ، وفي السر والعلن ، وأن يدعوه في كشف الضر عنه، قال الله تعالى:  أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ  . (النمل:62) ، فإنه لا شافي إلا الله ، ولا منجي إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ . (الشعراء:80) . وأن في القرآن الكريم والسنة الصحيحة أنواعاً من العلاجات والأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، فأحببت أن أجمعها للقارئ الكريم لكي يكون على علم بها ، وأن يستخدمها لينتفع بها بإذن الله تعالى ، وعلينا أن لا نعدل عنها إلى الأدوية الكيمياوية في العصر الحاضر ، وعليه أن يتداوى بالغذاء بدل الدواء ما أمكنه ذلك .
    قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
    وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ، قالوا وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية لم يحاول دفعه بالأدوية ، قالوا ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله أو وجد داء لا يوافقه أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه أو كيفيته تشبث بالصحة وعبث بها ، وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالبا وهم أحد فرق الطب الثلاث . الطب النبوي (ص6) .
    وقال في مكان آخر : فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع . اهـ . الطب النبوي(ص29).
    وقال ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه على حديث المرأة التي تصرع : "وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين : أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر : من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم" . فتح الباري (10/115) .
    وقد انتقيت في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة بهذا الخصوص وأسميته "صحيح الطب النبوي" ، وضممت إليها بعض الأحاديث التي فيها ضعف مع بيان ضعفها ، فإنها وإن كانت ضعيفة فإنها لا تخلوا من الفوائد الغذائية أو العلاجية ، كما قرر ذلك السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ، وبخاصة الذين يعتنون منهم بهذا الشأن .
    ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر كل من قدم لي من المساعدة لإخراج هذا الكتاب ، وأعانني عليه ، كما أشكر أهلي الكرماء على ما قدموه لي من المساعدة في الكتابة والصف، ، فجزاهم الله عنا خير الجزاء ، وجعل أعمالهم خالصةً لله تعالى ، ونافعةً لهم يوم القيامة .
    وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل هذا الكتاب سبباً لنفع المسلمين ، وأن يكون سبباً لارتباطهم بالقرآن الكريم والسنة المطهرة التي لا غنى للمسلم عنهما ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعل له القبول في الأرض وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا حجة لنا لا حجة علينا ، وأن ينفعنا بها في يوم الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه . آمين .
    وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    منهجي في الكتاب .
    رتبت الكتاب على الفصول التالية :
    1 ـ الفصل الأول : وضعت فيه ثواب المرض لكي يكون المرء على علم بما له عند الله من الثواب بسبب المرض ، أو أي ابتلاء ، وليصبر على ما أصابه ، وأن لا يتسخط ، ولا يجزع لينال الثواب في الآخرة بإذن الله تعالى .
    2 ـ الفصل الثاني : تكلمت فيه عن الرقية الشرعية ، لكي يرتبط المسلم بربه سبحانه وتعالى ، وأن يعمل بما جاء في الكتاب والسنة ، وأن يعتقد أن الله هو الشافي ، وهو سبحانه بيده الضر والنفع .
    3 ـ وفي الفصل الثالث تكلمت فيه عن التداوي ، وأن الله تعالى كما أنزل الداء أنزل معه الدواء رحمةً منه سبحانه وتعالى ، وبينت فيه حكم التداوي ، هل هو واجب أم سنة ، وهل الأفضل تركه أم فعله .
    4 ـ الفصل الرابع: جعلت هذا الفصل خاصاً بالعلاج بالأعشاب الطبية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، وفائدة كل عشبه ذكرت في هذا الكتاب ، وما هي خاصيتها بالعلاج .
    5 ـ الفصل الخامس: تكلمت في هذا الفصل على بعض المحرمات والمضرات التي تضر بالمسلم في دنياه وآخرته ، لكي يتجنبها وليحذرها ، ولكي لا يقع فيها .
    6ـ الفصل السادس: خصصت هذا الفصل في الصبر على البلاء لأعود كما بينت في الفصل الأول ما هو ثواب المرض ، فأذكِّرَ المسلم في هذا الفصل بالصبر على البلاء ، وأن لا يشكوا ما أصابه لغير الله تعالى ، وأن لا يتسخط ، وأن يدعوا الله جل في علاه أن يكشف عنه هذا البلاء ، وأن يثيبه عليه الجنة .
    والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .
    وكتب / ماجد البنكاني
    أبو أنس العراقي
    1/رمضان/1423هـ
    6/11/2002




    الفصل الأول



















    ثواب المرض والسقم والبلاء
    اعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق المرض والسقم ، وهو من الابتلاء الذي يكون فيه تكفيراً للسيئات ومحو الخطايا والذنوب بإذن الله تعالى ، وهذا خاص بالعبد المسلم ، وهو من رحمة الله بعباده المؤمنين .
    فعن أبي موسى  قال: قال رسول الله  "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" .
    رواه البخاري في كتاب الجهاد برقم (2996).
    وعن أبي بكر بن عياش ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله  : "إذا اشتكى العبدُ المسلمُ قال الله تعالى للذين يكتبون : اكتبوا له أفضل ما كان يعملُ إذا كان طلقاً حتى أطلقه" . "الصحيحة"رقم(1232) .
    وعن أنس بن مالك  قال : قال رسول الله  : "إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال : الله عز وجل للملك : " اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه" . صحيح الجامع برقم (258) .
    وعن عبد الله بن عمرو  ، عن النبي  قال : " ما من أحدٍ من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه قال : اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي" .
    صحيح الجامع برقم (5761) .
    وفي رواية قال رسول الله  : "إن العبد إذا كان على طريقةٍ حسنةٍ من العبادة ثم على مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً حتى أُطلقه أو أُكفته إلي" . رواه أحمد في المسند(2/203)،والحاكم بنحوه،وقال:صحيح على شرط البخاري ومسلم.
    أكفته : أضمه إلي و أقبضه .
    وفي الحديث القدسي ، عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  : قال الله تعالى :"إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل" .
    رواه الحاكم وقال : "صحيح على شرط البخاري ومسلم" ،المستدرك (1/348-349) وقال الذهبي : على شرطهما وفيه : "ولم يشكني بدل فلم يشكي". "السلسلة الصحيحة" (272) .
    عواده : قال الفراء : يقال هؤلاء عَودُ فلان و عُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّاره ، وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ. وفـي حديث فاطمة بنت قـيس : فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها. وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى ، فهو عائد ، وإِن اشتهر ذلك فـي عيادة الـمريض حتـى صار كأَنه مختصٌّ به . اهـ . لسان العرب (3/ 319) .
    عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي  قال : " إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير من خبث الحديد" . أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (497) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (1257) ، و "صحيح الجامع" رقم (341) .
    وعن أبي هريرة  قال : سمعت رسول الله  يقول : "وصب المؤمن كفارة لخطاياه". صحيح الجامع (6986).
    عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة رضي الله عنهما ، أنهما سمعا رسول الله يقول : "ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حُزن حتى الهم يهمه ؛ إلا كفّر به من سيئاته" . أخرجه مسلم (8/16) .
    الوَصَب : دَوَام الوَجَع وَلُزومه . النهاية في غريب الحديث .(5/189).
    والنصب : هو التعب .
    عن جبير بن مطعم وأبي هريرة ، عن رسول الله  قال : "إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب" .
    "صحيح الجامع" حديث رقم (1870) .‌
    والسقم : هو المرض .
    قال المناوي رحمه الله تعالى : إن اللّه تعالى يبتلي : أي يختبر ويمتحن عبده المؤمن القوي على احتمال ذلك . بالسقم بضم فسكون : أي المرض حتى يكفر عنه كل ذنب ، فيجب على العبد أن يشكر اللّه على البلاء لأنه في الحقيقة نعمة لا نقمة ، لأن عقوبة الدنيا منقطعة وعقوبة الآخر دائمة ، ومن عجلت عقوبته في الدنيا لا يعاقب في العقبى ، قال القرطبي : والمكفر بالمرض الصغائر بشرط الصبر أما الكافر فقد يزاد له بالبلاء في المال والولد وقد يخفف عنه به عقوبة غير الشرك . اهـ . فيض القدير .
    وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله بأذني هاتين يقول : "من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال: "الله ربي لا شريك له" ؛ كشف ذلك عنه" . "السلسلة الصحيحة" (6/592) .
    وعن أبي أمامة  ، عن النبي  قال: "ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً" . صحيح الجامع (5/6519).
    وعن أبي مالك الأشعري  قال: قال رسول الله  "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" .
    رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (223) .
    وعن أبي سعيد الخدري  ، أن رسول الله  قال : "ومن يتصبر يصبره الله وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر" .
    رواه البخاري برقم (1400)، ومسلم برقم (1053) .
    قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي الحديث الحض على الاستغناء عن الناس والتعفف عن سؤالهم بالصبر والتوكل على الله وانتظار ما يرزقه الله ، وأن الصبر أفضل ما يعطاه المرء لكون الجزاء عليه غير مقدر ولا محدود ، وقال القرطبي: معنى قوله من يستعف: أي يمتنع عن السؤال .
    وقوله يعفه الله : أي انه يجازيه على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته .
    وقوله ومن يستغن أي بالله عمن سواه .
    وقوله يغنه: أي فإنه يعطيه ما يستغني به عن السؤال ويخلق في قلبه الغنى، فإن الغنى غنى النفس .
    وقوله ومن يتصبر : أي يعالج نفسه على ترك السؤال ويصبر إلى أن يحصل له الرزق .
    وقوله يصبره الله : أي فإنه يقويه ويمكنه من نفسه حتى تنقاد له ويذعن لتحمل الشدة ، فعند ذلك يكون الله معه فيظفره بمطلوبه . ا هـ . فتح الباري (11/304) .
    وعن صهيب الرومي  قال: قال رسول الله  :"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .
    رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).
    وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله  " مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاءٌ ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" . رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2809).
    تفيئه : بضم الفوقية وفتح الفاء وتشديد التحتية ، أي تحركه وتميله يمينا وشمالا. تحفة الأحوذي (8/ 134) .
    تستحصد : أي: لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة كالزرع الذي انتهى يبسه
    وعن أبي هريرة  قال : قال رسول الله :" من يرد الله به خيراً يصب منه". رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5645)
    يصب منه : أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء .
    من يرد اللّه به خيراً : أي جميع الخيرات أو خيراً غزيراً .
    يصب منه : بكسر الصاد عند الأكثر ، والفاعل اللّه ، وروي بفتحها واستحسنه ابن الجوزي ورجحه الطيبي بأنه أليق بالأدب لآية وإذا مرضت فهو يشفين  ، والضمير في قوله منه على التقديرين للخير قال الزمخشري : أي ينل منه بالمصائب ويبتليه بها ليثيبه عليها ، وقال القاضي : أي يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته ، وهي اسم لكل مكروه ، وذلك لأن الابتلاء بالمصائب طب إلهي يداوي به الإنسان من أمراض الذنوب المهلكة ، ويصح عود الضمير في يصب إلى من وفي منه إلى اللّه وإلى الخير ، والمعنى أن الخير لا يحصل للإنسان إلا بإرادته تعالى وعليه فلا شاهد فيه وإنما تركه لوضوحه لأن الخير الذي هو مراد لمن يحصل له مختار مرضي به إذا كان بإرادة من الغير لا من نفسه فلأن يكون ما يحصل بغير إرادة ورضاً أولى . اهـ . فيض القدير .
    قال ابن حجر : وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن ، لأن الآدمي لا ينفك غالبا من ألم بسبب مرض أو هم أو نحو ذلك مما ذكر ، وأن الأمراض والأوجاع والآلام بدنية كانت أو قلبية تكفر ذنوب من تقع له . فتح الباري (10/108) .
    وعن أبي بكر الصديق  أنه قال : يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به الآية، وكل شيء عملناه جزينا به فقال: "غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تصيبك اللأواء " قال قلت: بلى قال: "هو ما تجزون به" . رواه ابن حبان
    ورواه الحاكم وفيه: "قال غفر الله لك يا أبا بكر قاله ثلاثاً، يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء؟" .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 6:17 pm